Tuesday, March 31, 2009

ضحايا


تكليف للسمراء من المدير بتمثيل الهيئة التي تعمل بها في احتفالية ختام أحد المشروعات التنموية
تستجيب السمراء وتذهب إلى ذلك الفندق الراقي
الحوائط برسوم ذهبية
السجاد الإيراني يفترش الأرض
مقاعد وثيرة
زجاجات المياه المعدنية تتوسط الطاولات
الحضور يتجاوزون مئتي شخص
يرتدي الرجال منهم سترة رسمية
السيدات بملابس فخمة
يتحركون حركات الملوك والملكات
في الزاوية طاولة يسكنها أطفال وذويهم
يرتدون ملابس زاهية كملابس الاعياد
كان هذا الجمع من أجلهم
يتقدم ذوو السلطة بكلمة افتتاحية يتحدثون فيها عن حقوق هؤلاء في حياة كريمة
يصفق الحاضرون مشيدون بقوة الكلمات
يعرض منظموا الحفل أفلام توثيقية عن ذلك المشروع
يحكي فيها الأطفال وذويهم أوجاعهم
يلقي الأطفال كلماتهم ويشكرون كل من ساعدهم وهي الكلمات التي حفظوها من قبل القائمين على المشروع
يتقدم المانح بكلمة يسجل فيها أن تكلفة ذلك المشروع هي 20 مليون يورو
تتوقف العروض لأستراحة قصيرة
يندفع الحضور نحو طاولة الأفطار يأخذون منها أكثر من احتياجاتهم
ينهمون الطعام وكأنها أول وأخر مرة سيأكلون
الأطفال في وسط الصف يدهسون
يطلب المنظمون من الحضور التوجه الى المحاسب ليستعوضون مصروفات السفر
يتوجه نصف الحضور ممن يرتدون السترات الرسمية الى المحاسب
يعود الجميع لفترة مناقشة التحديات
يعرض الميسر الإنجازات والصعوبات ويطلب من الحضور المناقشة
لا يستمع لهم فالتوصيات معدة مسبقا
ينهي الجلسة حيث أنه موعد الغذاء
يندفع الحضور نحو المطعم
يبادرهم النادل بسؤال ( لحوم أم أسماك ؟ )
تأتي اجابات مترددة
يقدم فواتح الشهية أولاً ثم يقدم حساء
يتذمر الجالسون اين الطعام ؟
تتقدم المنظمة نحو النادل : قدم الطبق الرئيسي أنهم صعايدة لا يهتمون بخطوات التقديم بمثل تلك المطاعم
يتحرك النادل بغيظ ويقدم الأطباق
تقوم احدي السيدات بعمل سندوتشات من اللحوم ووضعها في حقيبة واخذها
تتعلق عيني السمراء بالأطفال
20 مليون يورو
فندق ضخم
أطعمة ذات مذاق مميز
ملابس فاخرة
كلمات شكر
تصفيق حاد
انه ما نحصل عليه عندما نتاجر بضحايا
الفقر والمرض والجهل

13 comments:

نبض اسكندرية said...

هذا حال مجتمعنا المؤسف

انقسم انقسام حاد ولا عودة الا برجوع الاخلاقيات مرة اخرى الية

اوجعتنى بهذة الصورة

دمتى بخير وخالص تحياتى

رولا said...

بوست رائع..يحكي عن تجار وبضائع زهيده..فعلا هي صفقات لا انسانيه رخيصه

تحياتي

Anonymous said...

سمراء
بالظبط هو حال المنظمات الانسانيه في كل بقاع دول العالم الثالث

تعرفي هنا في السودان .. يسافرون باغلي الاسعار يختارون اغلي واريح الطائرات .. الفنادق وخدمات الاتصال ويأخذون مرتبات خياليه
ويأكلون احسن الاكل

وعندما يتبقي 10% من alfund

يعطونه لاطفالنا وجياعنا

حتي الانسانيه اصبحت لها ثمن وغالي كمان

شكرا علي البوست الذي يلفت الانتباه الي ما يحدث داخل المؤسسات الانسانيه

تخريمه : وينك

صافي الود

على باب الله said...

حسيت نفس الإحساس لما حضرت حفلة روتاري تبرع بجهاز طبي لمستشفى حكومي لما لاحظت أن تكلفة إقامة الحفلة كانت تقريباً مساوية لثمن الجهاز

حسيت أني كومبارس أخرس في مسرحية عبثية أمقتها بشدة و لا أملك إلا أن أستمر في التثميل إلي ان يسدل أحدهم الستار

حاول تفتكرنى said...

نموذج مبسط جدا وبدائي للغاية

تتعدد الاشكال بتعدد الضحايا ويبقى لأحتراف الاستغلال أناس نتعرف عليهم تبعا لاماكن تواجدنا


تحياتي

Tamer Nabil Moussa said...

التجارة الغير شرعية اصبحت اكثر الوسائل انتشارا الان تحت اسامى شرعية وليذهب الابرياء الى الجحيم

تحياتى

فارس عبدالفتاح said...

عفوا

كيف عرفت سمرا ان هذا السجاد ايراني

مع احترامي الشديد

Desert cat said...

تصدقى انى بطلت اشارك فى اى عمل تقوم بيه الجمعيات الخيرية بسبب المهازل اللى بشوفها
تلاقى التبرعات نازلة على الجمعية من كل حدب وصوب وكل كام شهر يتعمل مؤتمر يتصرف فيه فلوس التبرعات دى من جاتوهات وحاجات ساقعات وكام طفل يسقفوا وبح خلاص
كنت اقعد افكر لو الفلوس اللى اتصرفت على المؤتمر دى كلها اتوزعت على كام اسرة فقيرة كان هينالوا كام دعوة حلوة بسبب الناس اللى بتنام من غير عشاء دى
لكن للاسف قفراءنا بنتاجر بيهم
تحياتى

emad.algendy said...

تجارة
اعتقد الدين يحمينا من كل هذه المسرحيات
بداية من طفل حفظ مايقول
تنكسر كرامته وتسحق لمال سيبغضه قبل ان يلمسه
ماذا ننتظر او نتوقع اذا كسرنا وسحقنا من نساعدهم ؟؟

اتمنى ان ارى قول يسوع حقيقة:
"احترزوا أن تضعوا صدقتكم قدام الناس لكى ينظروكم
"
فندق فخم وسجاد ايراني وتصفيق
اين الاخلاص؟؟؟


"أما أنت فمتى صنعت صدقة فلا تعرف شمالك ما تفعل يمينك لكى تكون صدقتك فى الخفاء. فأبوك الذى فى السماء يرى فى الخفاء هو يجازيك علانية" يسوع المسيح

او كما قال محمد عليه الصلاة والسلام:
رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما صنعت يمينه


ان عدنا لادياننا لوجدنا البركة والصدق والاخلاص
يصبح كل شيء ملائكي جميل طاهر




"من يزرع بالبركات فبالبركات يحصد. كل واحد كما ينوى بقلبه. ليس عن خوف أو اضطرار لأن المعطى المسرور يحبه الله
"
بولس الرسول

حينها لن يكونوا ضحايا

******************

اعت1ر عن الاطالة
لكن ان يتجاروا حتى بالفقراء والعمل الخيري والصدقة؟؟
ماذا ينتظرنا اكثر؟

ikhnaton2 said...

وجعتى قلبى يا شيخة. كل ما أتخيل إزاى ممكن الفلوس اللى بتصرف دى فى شكليات مستفزة ممكن تعيش كام عيلة فى مستوى أفضل دى يتحرق.

مثلية فقط said...

شو الفايدة من هيك تجمعات و بتروكولات
إذا كان الهدف منها التمثيل على بعض و الأكل لحد التخمة ... بس يعني مو جديد على العرب ... تعالي شوفي حفلات دبي ؟؟؟
و بعدين هيدي الحفلات هي فعلا فرجة تموت من الضحك لأنا بتعكس حقيقة الناس حوليك

خالص تحياتي

إنسان || Human said...

هههههههههه
ناس مجانين ..صورة حزينة تضحك حتى البكاء
أهكذا تحل مشاكل الفقر على طاولات الفنادق الخمس نجوم بين أطباق الجمبري والسلطات والمشهيات
الصورة المثالية لتلك الحالات
أشخاص يرتدون البدل الفخمة والفساتين السوارية ..حول مائدة غليها أطباق ووسط المائدة طبق عليه طفل بائس جائع
ينتظرون اللحظة المناسبة ليأكلوه

أميرة علي كوكب مهجور said...

بوست رائع جدا ومدونة اروع واتمني المروة بمدونتي يكون ليا الشرف وربنا يوفقك. أميرة