Friday, February 11, 2011

نور



يقبع الصامتون في بيوتهم يحيطهم ظلام الخوف


وتشاركهم السمراء صمتهم وخوفهم


ينير نور طريقها المظلم


بعد يومين من العمل الفارغ القيمة


تقرر السمراء المشاركة الحقيقية في ميدان التحرر من الخوف


يدق قلبها خوفا طوال الطريق


تسير حتي احد المداخل الجانبية


تجد اناس يفترشون الارض داخل سيور الدبابات والمدرعات


يضعون لافته عليها هنا مكان للثوار وليس مكان للزوار


لا تدعي انها من الثوار ولكنها ليست من الزوار


تشعر انها انسان له قيمة فقد تكون الرقم المكمل للمليون من المطالبين بالحرية والعدالة والكرامة وكسر حلقات الفساد


تجتاحها الرغبة في جمع اتجاهات الموجودين


استطاعت فرز الناس


الثوار يهتفون


الزوار يتفرجون


الاتجاهات السياسية الخاصة يبثون اتجاهتهم


المبدعون من الفنانين غير المشهورين او الاعلاميين


رسامين كاريكاتير ومسرحيون وشعراء


وجدوا مساحة للتعبير عن مشاعرهم ورغباتهم


افراد يطلبون مطالب فردية وضيقة


آخرون يبيعون احتياجات الناس من طعام وشراب واعلام باسعار معتادة او تقل عن سعر السوق



الجميع يتبادلون الاطعمة والمياه



لافتات تحمل المطالب تلف المكان



وفي المنتصف مقصورة للشهداء تزينها الزهور


انتاب السمراء حالة من الاستقرار والامان


وقفت السمراء بجوار احد الاسوار وفجأة تحركت الجموع في الوسط بطريقة هستيرية من بينهم طبيب



فزعت السمراء ولم يتحرك ساكن للمجاورين لها


سألت احدهم ما الذي يحدث ؟


اجاب باقتضاب انه مصاب


يبدوا انهم اعتادوا هذا الحدث ولذا اكملوا الهتاف والفرجة وبث الاتجاهات والابداع


تمر السمراء على الأطباء المجهدون المترقبون ليوم جمعة الصمود او جمعة الزحف كما اسماها الثوار


تتبادل معهم الاحاديث الجانبية فهم متحدون على مطلب اساسي هو اسقاط النظام بكل رموزه


وعلى الهامش تظهر اوجاعهم الخاصة


البطالة والفقر والمرض والعنف والظلم والمحسوبية والرشوة وغيرها


تتساقط امطار غزيرة يجري الجميع ليغطون الاطفال والمصابين والمرضي والادوية بالمفارش البلاستيكية


يهتم كل واحد بالآخر


تنفجر اصوات الرعد والبرق فتصرخ الجموع وينظرون الى السماء


يبدو انهم توقعوا انها ضربات جوية لكنهم ادركوا انها السماء وهدوا كما هدأت


تحركت السمراء الى شوارع وسط البلد ورات جموع المحامين والاطباء وهم يتحركون في اتجاه الميدان ويحولون الطرق


يخرج مسن ليشارك من احد المحال يحمل العلم عندما نادته العاملة وقالت له لقد اتوا الى هنا


يردد العمال في الشوارع هتافات المتظاهرين وكأنهم يتمتمون اغنيات شهيرة


عادت السمراء وشيئاً ما داخلها سعيد


ربما بمصريتها او بشعبها او بتحررها الشخصي


في المساء سمعت البيان المتأخر عن موعده


وفي الصباح سمعت البيان الثاني الغريب


ومازالت الدوائر متحدة


تحديث


بيان تاريخي يعلن تخلي مبارك عن منصبه وتولى المجلس الاعلي للقوات المسلحة زمام الامور


واخيرا انتصرت مصر


خرجت السمراء تجوب شوارع مصر رافعة العلم محتفلة مع المصريين بالانتصار الشعبي العظيم وسط هتافات واعلام وابواق والعاب ناريه


يقفظ الى ذاكرتها جزء من حوار فيلم دكان شحاته


فاليوم فقط اصبحت الزحمة دفا


وكسرت دوائر الفساد


مصر اليوم حرة

5 comments:

karim said...

مبرررررررررروك ليكى و كل مصرى حرية حرية حرية

عين فى الجنة said...

تحيا مصر وشعبها الجميل

emad.algendy said...

مبروك لمصر
كل الشكر للسمراء

حاول تفتكرنى said...

هي المشاركة اي كان نوعها يا سمراء

حسن ارابيسك said...

سمراء الجميلة
رسمت كماتك بحبر مدادك لوحة رائعة لميدان التحرير في اروع صورة وزمانه كما رسمت كلماتك مشاعر واحاسيس بنت مصر السمرا الجميلة تجاه هذا الوطن هذا الشعب الذي يستمد جماله بتلاحمه وحبه العميق لكرامته وحريته
تحياتي
حسن ارابيسك