Sunday, December 14, 2008

واحة وجزيرة












رجال يرتدون جلباب أبيض وتحته سروال أبيض وفوقهم سترة بها مشغولات يدوية رقيقة
عربات تجرها حمير يعلوها أطفال يرتدون ملابس لامعة مزركشة تتوسطهم سيدة ترتدي ثوب رمادي مشغول في وسطة بألوان زاهية تغطي وجهها بأكمله بقطعة من القماش الأسود
يطوفون حول ميدان يلمم بقايا مدينتهم القديمة شالى


بيوت بنيت في زمن ماض فوق تل ، شوارعها ضيقة يسكنها الدفء والحميمية ، بقايا منازل هدمتها السيول ومازالت تشهد أن بها أحياء ، يتسلقها الزوار إلى قمتها لينظرون غابات النخيل شاخصة إلى السماء محاطة بصحراء مترامية الأطراف ، يداعب الزوار نسيم نقي يطرد من صدورهم كل الملوثات الخارجية والداخلية .
معابد الأجداد نهبها اللصوص وتركوا حطامها ليعلن آمون أن الأرض مازالت الميراث
موتي يزاحمون ممياوات الفراعنة مقابرة في جبل الموتي

يتسلق الأطفال مغامرون جبل مرتفع يقولون أنه قبر الإسكندر
تتعلق بهم الأعين وترتجف القلوب من الخوف حتي وصولهم إلى القمة يحرسهم جدهم الأكبر
سيارات مرتفعة قوية يقودها أدلة الصحراء يحفظون المرتفعات والمنخفضات
تلوح في الأفق واحة تبعث أشعة أمان




عين ماء باردة يحيط بها زروع ربانية ، تختال ببكوريتها حيث لم يمسسها بشر
يقفز الزوار في بئر دافئ يفوح رائحة الكبريت








ينصبون خياما في وسط الصحراء

تسبح الأعين في الفضاء لتري الخلود
يرتجلون وسط الصحراء منتظرين غروب الشمس
تختفي الشمس خلف الرمال التي اجتمعت سويا لتعطي لونا مميزا للمكان


روح الله ترف على المكان
يعودون ليجتمعون حول حلقة صراع بين النار واعواد الشجر الجافة


ويكتشفون أن كلاهما أتحدا ليهزما البرد القارص
يدفن البدوي برميلا في الرمال ، يلقي فيه حتي منتصفة فحما مشتعلاً ، يضع فوقه أضحية العيد ، يغطيه بغطاء معدني ، ويخفيه بالرمال ويعلوها بحطب من جديد
ينتظر الجميع في شوق عودته من قبره وقد نضج




يمر ابريق الشاي المر ليرتشف كل جالس رشفة
يحيط المكان نغمات وأغان بلغة السكان المحليين
تعود الشمس من مخبأها معلنه صباحا جديدا
استقبال باسم في محال التذكارات
يحكون عن أصولهم التي هي من شمال أفريقيا
سبعة قبائل من المغرب والجزائر وتونس
يفتخرون بصناعتهم اليدويه البسيطة
صناديق التمور وأوعية الزيتون تزين الطرقات
يسير الزوار في طريق ضيق يفصل البحيرة
ينظرون للشمس التي ينطفئ وهجها في المياه
ينتهي الطريق بجزيرة
واحة وسط الصحراء وجزيرة وسط الماء
وكلاهما يحمي الشمس لتنطلق في يوم جديد
سيوة في عيون السمراء

8 comments:

mina said...

فتحتى نفسى على السفر .... هجنن و اسافر بس عندى امتحانات :):)كل سنة و انت طيبة يا سمراء

Hopiz said...

هى كلمتين و بس
سيوة عشق

someone in life said...

سمراء

جميله سيوة و الطبيعه هناك اكثر من رائعة خاصة جزيرة طغاغين و حمامات كليو باترا
جبل شالي او المدينه القديمه بكهوفها و بيوتها القديمه رمز اثري لحياة انسان بسيط لم تأكله المدنيه بعد
الثوب السيوي غالي الثمن جدا و احلي حاجة ابتسامه الاطفال و هم يجرون حولك رغم فقرهم الشديد و بساطتهم الا انهم انقياء جدا
هاضحكك كنا في جزيرة طغاغين و قالوا العشا النهاردة خروف مدفون في الرمل و غاب الاكل كان فيه حمار في الجزيرة بيستخدموة في النقل يوم الحفله اختفي الحمار قعدنا ندور عليه انا و صديق يمين شمال مافيش قلنا يبقي الحمار هو اللي مدفون في الرمل دلوقت و بيستوي و بالهنا و الجدع بقي اللي ياكل
رسم الحنه كمان يجنن

انشالله تكوني انبسطي

كل عام و انت بخير

Desert cat said...

تحكى وكانى اعيش اللحظات من بينى سطورك
اشكرك جدا للرحلة التى امتعتينا بها واخذتينا اليها دون اى عناء
مودتى واحترامى
وكل عام وانتى بالف خير

على باب الله said...

عمري ما رحتها بس دلوقتي نفسي أشوفها

شكراً علي مشاركتنا شويتين الجمال دول

حاول تفتكرنى said...

عشقت كثيراأدب الرحلات ، ورحلت بين ملايين العبارات الوصفيى لكتاب كثيرون ، ذلك الشىء الذى جعلني أنظر إلى اوصاف الأخرون بعين أكثر دقة وملاحظة

القيضة لست فى المكان مع اعترافي أن الأماكن المختلفة لها تاثير مغاير عن توقعاتنا عنه ، ولا فى الصورة ، فالصورة تعبير يقلل من قيمة الواقع ، ولا فى الاسلوب ، فالاساليب تتباين وكذلك تتباين النظرة إليها

اري القضية فى عين سمراء التى رأت

تحياتي

klmat said...

مصر بها اماكن جميله بس للأسف قليل
من يستطيع زيارتها جميل وصفك
شوقتينى لزيارتها

Mohamed Dawod said...

اول ما قريت اسم شالى عرفت انها سيوه. لا انسى رواية واحة الغروب وبطلتها بنت شالى التى ماتت وهى تبحث عن حريتها على ارض الواحه. جمال الطبيعه فى سيوه الموصوف فى بوستك لم يكن مفاجاه. تفاجأت بما فيه الكفايه من وصف الروايه لارض سيوه البكر. غريبه اننا مصريين ومنعرفش الجمال ده غير من الكتابات. خالص تحياتى للسمراء