Thursday, April 3, 2008

ايام في البلد الخليجي

انهمرت الدموع من عنيني الام والجدة
تبادلا السلام الحار
عانق الجد الام
السمراء تنظر لهم دون أن تفهم السبب
حيث كانت طفلة لم تتم بعد خمسة سنوات
تجد السمراء نفسها فجأة تتحرك بين غرفتين
تحتوي كل غرفة فيهم على سرير وخزانة ملابس
مكيف الهواء في الغرفة المخصصة لها هي واختها يصدر اصوات مخيفة
امام الغرفتين يوجد متسع
انهم يسكنون فوق سطح احد المنازل
خرجت السمراء الى المتسع لتجده مغلق بباب حديدي
الجو حار جدا
الام صامتة لا تتكلم
يخرج الاب كل يوم في الصباح
يعود في الثانية ظهرا
يجتمعون حول طاولة صغيرة
يبدء الاب في ترديد صلاة لم تتبينها السمراء
( ادركت لاحقا انها الصلاة الربانية )
الام والاب والسمراء والاخت التي تصغر السمراء بعام واحد فقط
يتناولون طعام الغداء
الذي يحتوي على ارز ونوع من انواع الخضراوات ونوع من انواع اللحوم
وفي اليوم التالى تختفي اللحوم
اما عن يوم الجمعة من كل اسبوع فالطعام هو شوربة عدس اصفر
يحكي الاب عما حدث في الصباح في عمله
الام صامتة
السمراء تنظر لهم ولا تفهم ما يقولون
ولكنها تشعر أن الام ينتابها الحزن
وكلام الاب ملئ بالبغضة
ينام الاب والام ساعة واحدة في القيلولة
يستعد الاب ليستأنف عملة
تخرج السمراء الى ذلك المتع هي واختها ليلعبون
الام مازالت صامته
يعود الاب مرة اخري من العمل
يجتمعون حول الطاولة الصغيرة
يبدء الاب في ترديد نفس صلاة
يتناولون طعام العشاء
يحكي الاب عما حدث في فترة المساء
الام صامتة
السمراء تنظر لهم ولا تفهم ما يقولون
ولكنها تشعر أن الام ينتابها الحزن
وكلام الاب ملئ بالبغضة
يجلسون لمشاهدة الاخبار
كان ذلك ما يحدث كل يوم عندما انتقلت السمراء مع والديها
الى البلد الخليجي الذي كان يعمل به والدها

3 comments:

على باب الله said...

أسلوبك في الحكي جميل

--

قلبي يخبرني أننا سنري منك قصص جميلة

-

خالص تحياتي

klmat said...

رغم صغر السن لكن السمراء تشعر
بآلام وحزن الأم رغم الصمت

جميل اسلوبك ياسمراء والقصه واقعيه
بتتكرر كل يوم فى كل البلاد وكل الازمان

انتى حساسه وموهوبه فى سطور بسيطه
بتحكى قصه طويله باسلوب جميل
ربنا يسعدك ياااارب

اسامة يس said...

كلام الأب مليء بالغصة / نعم والمرارة / مرارة من عاش في الصفيح فوق في ركن قصي لقصر وسيارة فارهة

دون اطالة جاء العمل ، جاء ليحمل معاناة السمراء واسرتها .. في بلاد النفط...
ممزوج باندهاش طفلة وغصة اب
وغص القلب بالاحزان....

جميل ما خطه قلمك
دمت بكل ود...
خالص تحياتي