Sunday, November 9, 2008

صندوق زجاجي سري

تفقد المرأة شيئا داخليا عميقا في كل مرة تنزع فيها ملابسها أمام أحد الرجال
قالت الصديقة ذلك للسمراءالتي اجابت بثبات
في حالتين فقط
العهر
أو العلاقات الزوجية الخالية من الحب
شعرت السمراء رغم ثباتها بالدم يندفع بقوة في شرايين رأسها
وحرارة جسدها المرتفعة كادت تحرق جلدها
فهي تختنق عندما يقترب أحد من المسافة الآمنة لخصوصية جسدها
رجلا كان أو أمراه
تتجنب المصافحة بالقبلات أو العناق
لم تتأمل مرة جسدها عاريا
لا تستطيع الحياة بدون حمالة صدر
لايمكنها ارتداء ملابس تظهر مفاتن جسدها فدائما ترتدي ملابس واحذية عملية
تمقط احساس المساحيق المرطبة على جلدها الأسمر
وأخيرا ليس من حق هذا الجسد أن يصرخ متألما
ففورا تتناول العقاقير المسكنة
اعتبرت قدرته على الأقتراب منها علامة الحب
دخل في تلك المسافة دون أن تختنق
وبعد ان انتهي الحب عادة كما كانت
يبدوا أنه حقا كان حبا
فقد عادت كما كانت بعد إنتهاء الحب
وعاد الصندوق الزجاجي يلفها
تري الجميع منه ولا يقترب أحد من جسدها
رجلا كان أو أمرأة
ومازالت علاقتها بجسدها مشوبة بالسرية والكتمان

14 comments:

blackcairorose said...

تفقد المرأة شيئا داخليا عميقا كل مرة تخلع ملابسها فى حالتين من بينهما العهر؟

لا أتفق معك يا سمراء

هذه الحالة تصبح ميكانيكية تفقد قسوتها كما تفقد متعتها لتدور فى مدار آخر لا يقترب من الألم أو الانتشاء

أتذكر فى إحدى روايات نجيب محفوظ ـ ربما قشتمر ـ كان يتحدث عما يسببه العهر من فقدان الاحساس بالأدمية ( وليس الأدمية نفسها) ، ولكنى أرى أننا كثيرا ما نحاول أن نسبغ الملامح الانسانية المتألمة على من تمتهن هذه المهنة حتى نؤكد لأنفسنا بشاعة احساسنا تجاه ما تفعله

لا أدرى اذا كنتى قد شاهدتى فيلم الاغراء الأخير للمسيح أم لا، ولكن هناك مشهد فى هذا الفيلم يصور ماريا مجدالينا وهى تؤدى عملها قبل أن تعرف المسيح، والمشهد مصور بطريقة قاسية للغاية ومؤثرة للغاية وباردة للغاية فى نفس الوقت، وأعنى بالبرود أن المخرج كما لو كان يريد أن يلطشنا قلم وهو جامد الوجه دون أن ينفعل ويتوقع منا ان نتقبل اللطمة فى صمت وعنف ايضا

المشهد لماريا على سرير فى وضع معين، وامامها صف طويل من الرجال الجالسين على الارض واحد وراء الآخر فى انتظار لدورهم، ولا يحجبهم عن ماريا سوى ستارة خفيفة جدا يرون معها ما تقوم به ـ او بالاحرى ما يقوم به كل عميل معها ـ دون تعبير يذكر على وجهها

المشهد بجد بعتبره فى قوة اللطمة على الوجه من قسوته، ورغم مرور سنوات طويلة على مشاهدتى الفيلم الا ان هذا المشهد ارتبط فى عقلى من وقتها بهذه المهنة ولا انساه

على فكرة
ربما لو شاهدتى الفيلم فيديو أو فى مصر لن يكون به هذا المشهد أسوة بالمشاهد الأخرى التى تم حذفها من الفيلم نظرا لاعتراضات رقابية قوية ودينية كانت عليه، ولكن هذا المشهد كان موجودا فى النسخة التى شاهدتها فى السينما فى الخارج

أخذنى ما كتبت بعيدا عن موضوعك، ولكن لا أدرى هذا ما ثار فى نفسى بعد قراءة البوست
تحياتى

Anonymous said...

ساحاول ان اعيش فى ثوب امرأة واحاول اعيش هذا الاحساس

الا قليلا هو المفتاح الذى يغلف نفس المرأة

الا قليلا هو الجزء الباقى من ذلك الحاجز الزجاجى الذى تحب ان تزيحه بشرط ان يحتويها حبيبها فتتوارى مرة ثانية .. ولكن فى احضانه هذه المرة

المرأة فى أوج نشوتها ومتعتها وسعادتها اذا كانت تزيح ذلك الجزء الاخير مع حبيبها ..اذا اتفق قلبها مع جسدها

والا قليلا تعنى انه يجب دائما ان يكون هناك شئ ما متوارى .. حتى تزيحه .. فهى تعرف جيدا بغريزتها انها لو بدت عارية تماما .. فان هذا لايثير رجلا ..

لابد ان تخفى شيئا .. خلف شئ شفاف او قصير او مفتوح .. وبهذا يصبح الكاش مايوه هو اكثر اثارة من البكينى نفسه

فان ارادت ان تختفى وقد بدت عارية تماما .. فانها تغمض عينيها وتتوارى خلف رموشها .. تماما كالنعامة

لااجدنى اوافق على انها تشعر بالادمية أو بانسانيتها اذا كانت تبيع جسدها .. فهى تفقد جزءا من روحها فى كل مرة تجد نفسها فيه مع رجل لم تختره .. واختارت نقوده

والألم لا يأتى فقط من هذا .. بل أيضا من نظرة ذلك الرجل اليها ..وبالاخض حين ينتهى كل شئ .. ولا يتوقف لحظة ليسأل نفسه .. هل استمتعت هى به كما استمتع هو؟

نحن نتحدث فى دائرة محرمة .. تقافتنا فيها كشرقيين محدودة جدا .. لانها لاتتم الا على ايدى ناس اشك كثيرا فى انهم سعداء مع رفيقاتهم

آسف لإطالة

someone in life said...

سمراء

صندوق زجاجي ؟!!! لما ترفضين جسدك
لماذا تقسي عليه و تخفيه حتي عن عيناك
ان لم تحبي نفسك لن يحبك الاخرون
و اين ذهب هذا الحب؟
الرجل ينظر في عيني المرأة في وقت الحب لان عيناها تفضح كل شءو ليس جسدها

العاهرات وضعهن خاص هن فقدن كل شء من كرامه و متعه او شهوه

تحياتي و حاولي ان تحبي السمراء

Desert cat said...

عزيزتى عندما تنزع المكرأة ثيابها لمن تحب فتكون متوقه لمثل هذه اللحظة لانها بهذا تمنحه الدفء
فاعتقد ان للجسم عمل اخر سوى امتلاكنا له وهو احتواء نصفنا الآخر
مودتى واحترامى

حاول تفتكرنى said...

مجرد حالة
ربما تنتهي وربما تدوم ابداً تلك التي وضعت لها عنوان ( صندوقا زجاجي ) وللآخرين يسموها ما شاءوا طالما يرونك من خلال تلك الشفافية الغامضة بالنسبة لهم ، والغير مفهومة احيانا - وهذا طبيعي جدا - لأنهم لا يدركونك أكثر من إدراكك لنفسك
المرأة لا شىء يجعلها امرأة إلا عندما تشعر بذلك وتأتي بما يصفها على الفطرة ولو داخل صندوق خشبي لا ينفذ إليه بصر وليس مقبولا أن تكون أنثى بالشكل وهي فارغة من مضمون الأنوثة ، لأن كل من حولها - مهما كانت مكانتها - لن يصلوا لداخلها ، مهما تطورت العلاقة

معك فى السببين الذى تفقد المرأة فيها شىء داخليا ، ولكن ليس مع صديقتك فى عبارة كل مرة ، فالفقدان يحدث عند أول مرة ، ثم يحول الإعتياد الأمر إلى شىء طبيعي لا يفقد معه شىء ، ويصبح أفيونة للسقوط


من المؤكد أن هناك الكثير ليقال فى هذا المقال
سأعود إن شاء الله
تحياتي

Mohamed Dawod said...

برنامج تدريبى عن مهارات الاتصال فى العمل. المدرب العجوز يدعو زميله لحوار امامنا. اثناء الحوار المدرب العجوز يروح ويذهب امامها. وفجأه خرج عن مساره واتجه ناحيتها بشده. فى اثناء كلام الزميله تحركت من وقفتها الساكنه وأجفلت وفقدت تركيزها فى الحوار. خلاصة الدرس اذا اردت ان تحتفظ بتركيز المراه اثناء حوارك معها لا تدخل مجالها عاطفيا او جسديا. والعكس بالعكس.
تزداد حساسية المراه لمجالها كلما ازدادت شفافيه. انا متابع حذر لمجالات المراه ولكنى اعترف انها المره الاول التى ارى فيها امراءه تعتبر الم المرض ومساحيق التجميل من المنتهكات لحرمة مجالها.
عجبا كيف استطاع رجل ان يخترق هذا المجال شديد الحساسيه. يجب ان يكون هو الاخر شديد الحساسيه الى حد الشفافيه

Abde Gawi Babatout said...

Thanx Samraa for this blog ,but I dis agree with with you , because for me as a man when I feel I want a female I did not look if she beautifull or she look nice in her dress only my thinking if I am in love with here how to be together in that very nice momment and we feel like in one body not too.

حسن ارابيسك said...

بصراحه جميلة قوي فكرة الصندوق الزجاجي والاستعانه بها كمرادف لحالة السمراءفي علاقتها مع الأخرين في زاوية بعينها لذلك كانت رائعة
أعجبني جدا تعبيرك
دخل في تلك المسافة دون أن تختنق
حلوة ومعبرة جداً وثرية في حمل المعنى
على فكرة لي قصيدة قريبا ان شاء الله بعنوان سقوط المسافات لقد تذكرتها حينما قرأت جملتك العبقرية
تسلم إيديكي بجد
تحياتي
حسن أرابيسك

Anonymous said...

كأنك تتحدثين عني

اوافق العزيزه قطه في ان المرأه عندما تخلع ملابسها أمام من تحب فكأنها مع نفسها فهي و من تحب واحد
نفقد الكثير من الخجل عندما نكون بجوار من نحب

اعجبني عرضك للفكره و البوست بأكمله

تحياتي لكي و أشكرك

karim said...

اعتقد ان العلاقة بين اى شخصين لو لم يكن بها اى مشاعر حقيقية فانها تعتبر علاقة للشهوة فقط ولا يوجد بها اى متعة اما العلاقات العاطفية الحقيقية لايوجد بها تلك المشاعر التى تقوليها لانهم يكونوا شخص واحد وكل منهم يحب و يحمى الاخر بداخلة

رحــــيـل said...

تفقد المرأة شيئا داخليا عميقا في كل مرة تنزع فيها ملابسها أمام أحد الرجال
قالت الصديقة ذلك للسمراءالتي اجابت بثبات
في حالتين فقط
العهر
أو العلاقات الزوجية الخالية من الحب

فقط هو الحب ياعزيزتى الحب وحده لا يجعها تشعر هكذا
فلا تفقد شئيا داخليا بل ييضيف اليها الكثير

تحياتى سيدتي

soly88 said...

ربما كان الجسد هو الشىء الوحيد الذى نمتلكه بحق
ولهذا امتهانه او الاعتزاز به بيدنا مهما كانت الظروف

والجسد له كل الحق ان يتألم وصرخ ويحتج
وله ايضا ان يسعد ويحتفل
والمسافات الآمنه هى مسافات نفسيه لاتقاس بالأمتار

klmat said...

الوضع الطبيعى ان لا تخلع المرأه ملابسها الا امام زوجهااللى المفروض يكون حبيبها لذا لاتشعر بالذنب او الأمتهان
جسدنا بيعكس مشاعرنا بصدق وقبل عقلنا فدقات القلب والتنفس مؤشرات لسرعه التأثر
اما عن تجنب المصافحه بالقبلات والعناق ربما بتحمى نفسك او بتدافعى عنها فكل منا لديه ذكريات ومواقف تؤثر فى طريقه تفكيره لذا نحتاج من آن لآخر لوقفه مع النفس نحلل فيها تصرفتنا وردود افعالنا ربما نغير من ردود افعالنا او طريقه حياتنافقد نجد تفسيرات جديده لسلوكيتناوقد نغير من نمط حياتنا للأفضل
تدوينه صريحه واسلوب صادق وجميل
دمتى بصحه وسعاده

Unknown said...

أحس أن على السمراء أن تمضى طريقا طويلا فى التعرف و التصالح و محبة كونها أمرأة. عندئذ ينكسر الزجاج الذى حبست نفسها فيه و عندئذ تتعامل بنضوج و انفتاح أكثر مع نفسها و مع الأخرين . أشعر بالأسى لحال السمراء و أعتقد أن عليها الاستعانة بمساندة واعية لأن فى ذلك مفتاح نجاتها من هذا الأسر الذى يخلقه بكل أسف مجتمعنا الشرقى فى كل أمرأة