Monday, October 27, 2008

ثق وحاول



يتوجه الأصدقاء الأربع إلى بيت صديقهم
كل يوم بعد غروب الشمس
يجلسون بجوار الفراش الذي يرقد عليه
يتجاذبون أطراف الحديث
يحكي أحدهم عما حدث معه في عمله
يطرح الآخر مشكلته في العمل
يربطها الثالث بما يحدث في المدينة
تتحرك مشاعر غيرة في قلب طريح الفراش
ليتني كنت استطيع التحرك
ليتني كنت استطيع ان اشاركهم الحديث فيما اختبرت

يوقف الأخير حديثهم : أنتظروا هل سمعتم عن ذلك الشخص الذي ذيع سيطة بالمدينة
الأول : عمن تتحدث
يجيب الأخير : ذلك الشخص الذي يشفي كل المرضي
الآخر : نعم سمعت به أنهم يقولون أنه يعلم ايضا
يشرد الثالث بفكره ، تختلط المشاعر داخله، يستحيل عليها بالصمت
الأول : فيما تفكر صديقنا العزيز

يعود الثالث من عالم أفكاره إلى حيث هم جالسون :
هل يمكن أن نأخذ صديقنا هذا طريح الفراش إليه

تصيب الجملة رأس طريح الفراش كسهم
يغوص في فراشه
يتحسس أطرافه التي اصابها اللا احساس
تتحجر دموعه كما تيبست أطرافه
يعجز لسانه عن الرد

تتثبت عيون الأصدقاء الأربع عليه عاجزة عن التواري
يخترق الصمت صوت الثالث : ما رأيك
طريح الفراش يتوقف فترة قبل حل عقدة لسانه:
لا هل تقصد أنه يستطيع أن يعيد الحياه ، الحركة لاطرافي ؟

الثالث : اعتقد ذلك لقد فتح عيون أعمي ، فك لسان أخرس ، طهر برص ، هكذا يحكون الناس
طريح الفراش : وماذا لو لم يستطع ؟
الآخر : ستظل كما أنت وليس هناك خسارة ولكن ماذا لو استطاع ؟
الأخير : ستتغير حياتك ، بل وحياتنا جميعا
طريح الفراش : وكيف لي أن اذهب اليه ، وانا طريح فراش ؟
رفرفت نظراتهم لتلتقي وانطلقت كلماتهم مجتمعة في نفس اللحظة : سنحملك اليه
طريح الفراش : حملي ثقيل ، وسينهش الأحباط جسدي لو لم ينجح
الأصدقاء الأربع : لن تضيرنا التجربة ، فلنحاول

أمسك كل منهم طرفا من أطراف الفراش ، حملوه على أكتافهم
ساعدتهم قوة الأمل التي تدفقت إلى قلوبهم على تحمل ثقل الصديق
مشوا بخطوات ثابته حيث يجلس ذلك الشخص
توقفوا حيث ذلك الجمع العظيم
يعرفون انهم ملتفون حوله
يسمعون
يتناقشون
يتقدمون له بمرضاهم
زحام شديد
أنسابت دموع طريح الفراش : ألم أقل لكم ، اننا لا نستطيع حتي أن نري ظله من كثرة الجموع
الأول : يكفينا المحاولة
الآخر : لدي فكرة انتظروني
يقفز الآخر يتبعه الأخير إلى سطح المنزل تتابعهم نظرات الأول والثالث
يبدأ الأثنين باختراق السقف
بينما يربط الآخرين الفراش بأحبال
يصرخ طريح الفراش : ماذا تفعلون هل تعتقدون أن ذلك مجدي
يتجاهل الأصدقاء نبرات صديقهم المثقلة باليأس والخوف
يجيب أحدهم بثبات : نحن نحاول
جذبا الأحبال
دلوه من فتحة السقف
ارتفعت عيني المسيا لتنظر الي الفراش المدلي
استقر أمامه الفراش
مس جسده اليابس
نطق كلمة

ثـق يا بني
سرت الكلمه في عروق طريح الفراش كدم ساخن
دبت في اطرافه حياه
وقف حمل سريره ومشي
تتردد في اذنيه كلمة
ثـق
رددها أصدقاؤه ككلمة سحرية
ثـق


رؤية خاصة للسمراء عن حدث شفاء يسوع للمفلوج

11 comments:

Blank-Socrate said...

نعم
اتمنى ان يدفع بالحب الدافىء الى قلبى المعطوب عسى ان يعود للعمل من جديد
ان اثق فى رحمته
لى رجاء

على باب الله said...

تأمل جميل جداً

Anonymous said...

رؤية مؤمنة فى زمن مشوش

اعتقادى ان الثقة أصل الارادة كما قال عيسى عليه السلام

ما آراه حقا حتى فى المباريات الاوليمبية .. يفوق الخيال

لكنه يقول شيئا واحدا .. أن قوة الانسان لاحدود لها .. فقط ان يعتقد فيها ويؤمن بقدرة الخالق

ست الحسن said...

الله عليكي يا سمرا

حلوة أوي الكلمة السحرية دي
( الثقة)

......
بجد التصور بتاعك وكتابتك
فيها بساطة وصدق

أنا استمتعت

حاول تفتكرنى said...

تجولت كثيرا فى موضوعات فاتتني إلى الحد الذى أحترته فيه كيف اعلق على كرنفالات الكلمات لدي السمراء ، لكنى لا انكر أن هناك شيئا جديدا ، ليس فى المدونة ، ولكن فى صاحبتها ، بداية من واقع الطريق الذى افترق مرورا بحورارت طنط الخاطبة التى ادعو السمراء أن لا تترك فضولها لهذا العالم ، حتى الثقافات المتباينة ، متمتعا باللهجات العربية التي اتعايش معها يوميا ، وفى نفس دائرة الحوار ، ونفس طاولة المجال ، حتى الثقة والمحاولة ، وهنا سقط من يدي ، فذاك ما كنت اريده لان حالتى المزاجية رفضت ما فى البوست قبل قراءة الموضوع ، وربما لم اقرأه بالعناية المعتادة لحالة الكآبة التى أمر بها
نعود للسمراء فهذه هى دائرة الاهتمام الأول حين اقرأ كتابا يحمل توقيعها ، واشعر بأن النضج بلغ درجة متقدمة إلى الحد الذى اصبحنا نندم كثيرا حين يفوتنا شىء
سأعود لاحقا لمدونتك لإني أعتبرها بيتا يجب اقتحامة دائما واصفا هذا التحول الي لم تلاحظيه ولاحظناه نحن
تحياتي

klmat said...

تصور كل مافيه يشع جمال بدءا من المشاعر الطيبه للأصدقاءومشاعر الضعف والرجاء للمريض والأمل فى الشفاء الى الشفاء والثقه .الثقه فى النفس وفى الله
من مفاتيح النجاح وتحقيق الأهداف
كلامك جميل اوى

Ahmad Hegab said...

أكثر من رائعه , شعرت لوهله قصيره انى اقرا احدى فصول رواية قريه ظالمه

تحياتى

اقصوصه said...

القصه جميله جدا

والعبره منها كبيره

ومغزاها جدا جميل

طرح مميز

واسلوب مشوق

بانتظار جديدك :)

عين فى الجنة said...

ثق يعنى آمن واملأ قلبك بالايمان
فلما آمن و امتلأ قلبه بالنور
شفاه المسيح بإذن الله

.:.-=- ELGaZaLy-=-.:. said...

جميلة كلماتك تصورك واسلوبك بجد كلة تحفة بقالى كتير مجتش هنا هاغطس شوية وارججع اعلق ..

حسن ارابيسك said...

سمراء
في العموم الإيمان بالشئ
شئ مهم جداً
على كل الاتجاهات
في العقيدة وفي العمل وفي العلاقات الانسانية وفي الحب
دائما علاج المريض ودواءه نصفه لديه هو
حلوة كعادتك
لاأخفي أيضا اعجابي بتدوينتك
افترق الطريق
وهي من أجمل ما كتبتي في تدويناتك الأخيرة
تحياتي
حسن أرابيسك