Sunday, July 29, 2012

هل يناسبك ؟


قدم الزميل للسمراء دعوة لتنشيط جلسة تدريبية مع شباب متطوعون بالمؤسسة الدينية
الموضوع : كيف نكتب قصة؟
المكان : احدي محافظات مصر
وافقت السمراء رغم كل انشغالاتها
لم تقم بالتطوع في المؤسسة الدينية منذ فترة طويلة
قام باعطائها تذكرة القطار واخبرها بأنها ستحصل على تذكرة العودة هناك حيث يجتمع الشباب
وضعت السمراء التذكرة في حقيبتها دون تفحصها
ولكن هاجسا راودها فنظرت الموعد ..... اذ به في الفجر
عادت السمراء رافضة هذا الموعد
طلب منها تحمل تغيير التذكرة
استقلت السمراء القطار واذ به يصل قبل موعده بعشرة دقائق على غير العادة
حاولت السمراء الاتصال بالهواتف التي تملكها، الا ان احداً لم يرد
انتظرت السمراء ما يقرب من نصف الساعة، ثم اتاها رنين الهاتف
الزميل : اعتذر بشدة فقد كانت الهاتف على وضع صامت
السمراء : لا بأس؟ من هو الذي سيصطحبني الى المؤسسة الدينية؟
( تلك المؤسسات غالبا ما تكون على اطراف البلدان أو محاطة بأراض زراعية كثيفة ومترامية الاطراف)
يجيب : عليك ان تستقلي احدي سيارات الاجرة
تفعل السمراء وتذهب الى المكان المتفق عليه
تستقبلها المسؤولة وتعطيها حرية ادارة الوقت حتي الساعة الثالثه
تبدأ العمل
يتفاعل الشباب مع الانشطة، وبعد فترة توقف السمراء العمل لاخذ قسط من الراحة
تؤكد المسؤولة على حرية السمراء في ادارة الوقت
تسألها السمراء عن موعد العودة
تجيبها: ان المسؤول رحل الى منزله، واخذ تذكرة العودة معه، وهي لا تعرف متي؟ الا انها ستهاتفه
تعود لتخبر السمراء ان موعد العودة الساعة الرابعة والربع
تستأنف السمراء العمل
تأتيها ورقة مكتوب عليها : عليك أن تنهي عملك في الواحدة والنصف
تنظر السمراء نحو المسؤولة فتجدها تشير لها بالموعد الجديد
تعتذر السمراء للشباب وتعرض عليهم باق المادة دون تنشيط
تنهي العمل وتتوجه نحو المسؤولة
تعتذر وتخبرها أن موعد الغداء الساعة الثالثة
تتعجب السمراء ... وتراجعها في سبب الانتهاء في الواحدة والنصف
تجيب المسؤولة : ان منشطا آخر حضر ويحتاج الى الوقت
وتأخذ السمراء الى الشرفة لتريها احدي الفتيات، وتخبرها انها ستصطحبها الى الغرفة لتلقي قسطا من الراحة
تذهب السمراء مع الفتاة، وتندهش عندما تطرق الفتاة باب الغرفة؟
فتحت الباب فتاة أخري وهي تقول لها : يمكنك الاستراحة في الغرفة - يوجد بالمبرد (ماء وتفاح)، وعندما تنتهين احضري لي المفتاح في غرفة الطعام
تناديها السمراء : هل هذه غرفتك
تجيب : نعم
السمراء : لا تتركي مكانك من اجلي، يمكنني العناية بنفسي
ترفض الفتاة صاحبة الغرفة، وتغلق الباب خلف السمراء وتذهب بسرعة
تقف السمرا في مكانها
تتفحص الغرفة
حقائب
احذية
شراشف
كتب
ادوات تجميل
كلها اشياء خاصة بساكني الغرفة
لا تستطيع السمراء الجلوس، وتهاتف مقدم الدعوة الاول
تسأله بلطف: هل يوجد قطار مبكر عن موعد قطاري، فانا لا اشعر بالراحة في غرفة مليئة بحاجات آخرين؟
يجيبها : لماذا تشعرين بانك محتجزة في الغرفة ، يمكنك الجلوس على النيل او الذهاب للصلاة
تعاود السمراء السؤال: هل يوجد قطار مبكر عن موعد قطاري، فانا اود الرحيل، حيث لا يمكنني البقاء ثلاث ساعات في اي مكان؟
يجيبها ببرود: فلتتحركي كما تشائين
تعاود السمراء السؤال: هل يوجد قطار مبكر عن موعد قطاري؟
يجيبها اخيراً : لا اعرف... على ان اسأل واتصل بك
تقف السمراء ما يقارب النصف ساعة دون جلوس، لكنه لم يهاتفها
قررت السمراء الرحيل
خرجت لتبحث عن صاحبة الغرفة
قابلتها احدي الشابات
سألتها السمراء عن صاحبة الغرفة
اجابت: اعطني المفتاح لاعطيها اياه
رفضت السمراء بلطف: لا ... اود لقاءها
اصرت الفتاه على نفس الطرح
اجابت السمراء بشئ من الجفاف: اخلاقيا لا استطيع اعطائك المفتاح دون أن تطلب صاحبة الغرفة، اريني غرفة الطعام
مشيا سويا حيث وجدت صاحبة الغرفة فاعادت لها المفتاح وانطلقت الى الطريق تصحبها الشابه
الشابة : لا يمكنك ان تجدي وسيلة انتقال دون حجز مسبق، فسيارات الاجرة تاتي الى هنا صدفة
تعود السمراء الى منظمي الحدث
تستقبلها احداهم وتقول لها : يا استاذة ماذا بك ؟
تجيب السمراء : اريد الرحيل الى محطة القطار، هل من وسيلة تعدونها لي؟
تجيب: كنت رائعة اليوم.
تعاود السمراء الكلام: اريد الرحيل الى محطة القطار، هل من وسيلة تعدونها لي؟
تجيب المنظمة: لقد حجزنا لك تذكرة لترحلين مع الاستاذة كارولين؟
تندهش السمراء: من كارولين؟
تجيب: انها زميلة لنا، لتشعري بالونس.
تقول السمراء: اذا كان هذا هو السبب فأنا لا احتاج الى ونيس، بل احتاج الرحيل، فانا معتادة السفر بمفردي.
ترد: واذا كان لديك الفرصة لتكوني بصحبة احد ما المانع.
تجيب السمراء : المانع اني اود الرحيل، ليس بداخلي رفض لكارولين فانا لا اعرفها وان كان الموعد مناسب لها فهو لا يناسبني، انا اود الرحيل، لدي عمل مكثف، واحتاج الى العمل والراحة بالقاهرة
تسألها المنظمة: ماذا بك ؟
تجيب السمراء : حتي الآن لست أشعر بضيق، ولكن مع المزيد من الحوار اعتقد ان الضيق سيداهمني
ترفع المنظمة الهاتف: الاستاذة متضايقة جدا وتريد الرحيل الان ، والعم مجدي يقف امامي هل يقوم بتوصيلها الى محطة القطار، على ان يقوم احد الشباب بأحضار التذكرة الخاصة بها؟
تغلق الهاتف وتقول للسمراء : سيهاتف عم مجدي ويوصلك الى المحطة.
تصمت السمراء وتراقب المنشط الذي تبع جلستها
ياتي المنظمة رنين هاتف فتجيب: ماذا ... نصف ساعة الى ساعة ، تمام.
تغلق الهاتف وتغطي وجهها بكلتي يديها في حركة تمثيلية ايحائية وتقول: فكرة هايلة جداً، انا شخصيا اعجبتني، سيقوم الدكتور باحضار سيارة خاصة لتوصلك الى القاهرة .... بصحبة الاستاذة كارولين.
تبتسم السمراء ابتسامة تحاول بها اخفاء غضبها وتقول: هي السيارة التي ستأتي بعد نصف ساعة الى ساعة؟
وبدأت مشاعر الغضب تخون السمراء
تجيب المنظمة بتعجب : دي فكرة هايلة جداً واقول لك انها اعجبتني انا شخصيا
تقول السمراء : هل تعلمون ما هي المشكلة ، انكم لا تسألون عن ما يناسب الشخص؟ منذ البداية، قمتم بحجز تذكرة فجرا وهو ما لا يناسبني، لم تخبروني بأنه على استقلال سيارة اجرة لاصل الى هنا وهو ما لا يناسبني، دعوتوني للراحة في غرفة يسكنها اخرين وهو ما لا يناسبني، قررتم موعد عودتي وهو ما لايناسبني، افترضتم اني احتاج الى ونيس وأنا لا احتاجه، استأجرتم سيارة الى القاهرة وهو ما لا يناسبني، فقط تحتاجون لتسألوا الناس سؤال واحد
هل يناسبك أن....؟
بدأت مشاعر الغضب تخون السمراء مرة أخري فتقول: سأختفي الآن ولن يعرف احد طريقي
تسحب حقيبتها وحاجاتها وتنطلق الى الشارع بسرعة
(.تخرج سيارة خاصة من المؤسسة الدينية يسألها احد رواد المؤسسة : هل يمكنك اصطحابي الى (أسم منطقة
يجيب السائق نعم.
تسرع السمراء بسؤاله : هل يمكنك اصطحابي الى محطة القطار
يجيب السائق: لا... انه ليس طريقي ، ولكن يمكني اصطحابك حيث تستطيعين الحصول على سيارة اجرة.
تركب معة السمراء وتشكره
تستأجر السمراء سيارة اجرة الى محطة القطار
يأتيها هاتف، فتجيب
أنها كارولين
تقول السمراء : كارولين انت لست طرفا، من الافضل ان لا تدخلي نفسك في تلك القضية.
كارولين: الم نكن سنرحل سويا؟
السمراء: لا ليس متفقا على ذلك.
كارولين: الم تكوني تعرفين قبل الرحيل.
السمراء : نعم .... عرفت ... الا ان الموعد لا يناسبني.
كارولين : كيف لك ان ترحلي بدوني.
بدأت مشاعر الغضب تخون السمراء مرة اخري فتقول: عزيزتي اني لا اخاف السفر بمفردي، وانت قد فرضت على
كارولين ببرود: فلندعي اني من اخاف
السمراء: انها مشكلتك، ولا يجب عليك تصديرها الى
تغلق كارولين الهاتف وتصل السمراء محطة القطار
تسأل موظف الشباك : هل يوجد قطار يسبق قطار الساعة الرابعة والربع
يجيب : لقد رحل في تمام الثانية والنصف
تمشي السمراء تجر ازيال الخيبة وتجلس لتنتظر قطار الرابعة والربع، وتقول لنفسها باحباط كان يمكنني استقلاله لو رحلت بمجرد انتهاء جلستي
ياتيها هاتف آخر من منظم الحدث يقول: اين انت الان؟
تجيب السمراء: في محطة القطار
يقول: والسيارة التي استأجرتها لمن تكون هي؟
بدأت مشاعر الغضب تخون السمراء مرة اخري فتقول: من طلب استأجار سيارة، يا سيدي توجد سيارتي في ساحة سيارات محطة القاهرة وهو ما يعني انني سأصل بالسيارة الخاصة بعد موعد القطار المحدد لاحضار سيارتي، ففي هذا الموعد سنمر بكل الطرق المزدحمة لنصل لها، اخيرا لقد قمت بعمل التنشيط الذي تريدون أما عن كيفية رحيلي فهي مسأله شخصية، ليس من حق احد التدخل فيها.
يجيب ببرود: اشكرك على زوقك.
تجيب السمراء: عفوا وتغلق الهاتف.
يأتي القطار في موعده تركبه السمراء
الطرقات مزدحمة حتي في الدرجة الاولى
تقف السمراء خلف الكرسي الآخير
يمر قاطع التذاكر وأحد افراد الامن ويقول: اعطها تذكرة بقيمة الدرجة الثانية
بدأت مشاعر الغضب تخون السمراء مرة اخري وتقول: اين اقف في الدرجة الاولى لذا عليك ان تعطيني تذكرة بقيمة الدرجة الاولى
يقول بأندهاش: كنت سأتركك هنا
تجيب السمراء: لا احتاج الى مجاملتك، ولا اريد اي نوع من التمييز
يعطيها قاطع التذاكر التذكرة بقيمة الدرجة الاولى وسط ثناء الركاب بموقفها
يتحرك القطار في هدوء وتهدأ مشاعر الغضب لدي السمراء
تراقب احاديث الركاب هل تحتوي على سؤال
هل يناسبك أن ..... ؟؟؟

1 comment:

حسن ارابيسك said...

سمراء
يوم صعب بالفعل
ليس لطول المسافة في الذهاب والإياب
ومشقة الترحال لمسافات طويلة
ولكن في مشقة التعامل مع ناس لاتحترم راحة وحرية الأخرين، لاتحترم التعامل مع الوقت
صدقيني بالفعل انتقل الضيق والقلق الى داخلي وأنا أقرأ مقالك انتظر مع انتظارك اتحرك مع خطواتك أنتنهد مع أناتك
ألف حمد على سلامتك بعد أن قطعتي تلك مسافات طويلة
رب هنا.. رب هناك
تحياتي