Monday, January 2, 2012

ثمة شئ مشترك


تدق ساعة الجامعة
والسمراء تصعد درجات السلم الى الطابق الأخير
تقابلها الموظفة ببشاشة
تسأل السمراء هل أنت مصرية
تجيبها السمراء
نعم مصرية
تطلب الموظفة منها الإنتظار قليلاً
تنزل السمراء درجات السلم إلى حديقة الجامعة
تجلس وتنظر الى وشوش الطلبة
بشرة سمراء
بشرة بيضاء
عيون سوداء
وعيون خضراء
وعيون زرقاء
طولي القامة
قصيري القامة
ومتوسطي الطول
ترتدي أغلب الفتيات الحجاب والبنطال الجينز الضيق والاحذية الرياضية
يرتدي الأولاد البنطال الجينز السترات الأوروبية وشعورهم مجعدة
القليل من الفتيات يرتدين الأسدال
والقليل جدا منتقبات
ليسوا كالاسيويين عيونهم ضيقة واطوالهم متقاربة وكذا لون بشرتهم
ولا هم كالاوربيين ملوني الاعين وبيض البشرة
وليسوا كالافارقة سود وغليظي البشرة وممتلئ الاجساد
وليسوا كالهنود سمر وملابسهم موحدة
يبدو انه ما ورثته مصر من كل من مروا عليها ومن ذهبت اليهم
الفرنسيين
الانجليز
العرب
لا يوجد بينهم شئ مشترك
فقط ثمة شئ مشترك واحد
فجميعهم يملكون حس ساخر
من الآخر
ومن أنفسهم
يشيرون الى بعض اشارات ساخرة
فتعلوا ضحكاتهم
تخرج السمراء للحصول على مشروب
يمر الأتوبيس
تناديها احدي الفتيات منه
هاتي لي واحد شبسي بجنيه
تعطيها السمراء اياه
وتعطي الجنية لصاحب الكشك
يضحك من الفعلة
ثمة شئ مشترك

1 comment:

حاول تفتكرنى said...

لا اعرف لماذا لم تعجبني عبارة الحس الساخر ، مع ايماني الشديد بتعدد الاشياء المشتركة ،ولا اعرف كيف كونت السمراء هذه الصورة بالغة التعقيد ووضعتها في زاوية ضيقة للغاية رغم كونها كثيرة السفر والانتقال مصتحبه معها عقل راجع وعين ناقدة ولا ينقص منطقها بلاغة اللغة والتفرد في الوصف

الشىء الوحيد الذي ارجع إليه تحفظاتي لاول مرة هنا وعلى مدار سنوات طويلة اني ربما لا افهم المقال

تحياتي