Sunday, November 21, 2010

حلوة الحلوات

تحتمل السمراء مشقة سفر استغرق عشر ساعات لتكتشف ان
مصر يا ولاد حلوة الحلوات
جبال شاهقة الارتفاع على جانبي الطريق الضيق ذو المنحنيات التي تجبر السائق ان يتمهل لتري الوان حجارتها الزرقاء والحمراء والصفراء تنبض بحياة وكانها نباتات او ازهار او حبوب قمح متناثرة تشع تحت ضوء الشمس المتصارعة لتخترق الفراغات بينها
وعلشان كدة مصر يا ولاد حلوة الحلوات
تحتفي الجبال في احد جانبي الطريق لتظهر المياه الزرقاء وقتها تترك السمراء الناقلة لتحتضن أكثر الأماكن بدائية أكواخ من البوص افريقية الطابع يتخللها شعاع الشمس ، سجاد بدوي الصنع يفترش ارضها، تعلوه وساداة دون اسره أمام الكوخ احجار ملونة تختبأ تحت مياه البحر الأحمر ، اسراب من الأسماك تقفز متلاحقة تحيي الزائرين ترتدي السمراء لباس البحر وتخترق مياهه ، تشاهد عالم البحار المختلف عن عالم الناس ، شعب مرجانية ملونة ، كائنات بحرية مختلفة ، قنفد يحييها بأشواكه ،اسماك مخططة بالوان حمراء وصفراء وزرقاء ، اسماك كبيرة وصغيرة ومتناهية في الصغر ، تخرج السمراء لتجلس فوق التبة الرملية وتخال نفسها عروسة البحار
وعلشان كدة مصر يا ولاد حلوة الحلوات
تتخلي الشمس عن مكانها للقمر وتتواري خلف الجبال يتقدم الشاب الأسمر القادم من السودان مقدما أطعمة أفريقية المذاق وفي كل مرة يتمني لها المذاق الهانئ قائلا هنياً
تمر بين الاكواخ البدوية المسنة يعلوا راسها اكياس من القماش تحتوي على حلي مصنوع من الخرز والصدف والخيوط الملونة ، تلقي التحية وتفترش الارض قائلة " نفرش يمكن يعجب البنات حاجة حتي لو بخمسة جنيه احسن من بلاش"
يتقدم الشاب الاسمر نحوها ويسلم عليها ويدعوا لها " ربنا يرزقك ويرزقنا ان شاء الله " تدعوا له " يصلح الحال ان شاء الله " ، تضئ النجوم بضوئها الخافت المكان الذي يخلو من وحدات الاضاءة الكهربائية الا في اماكن السمر ويسود الصمت المكان، يلتف الزائرين حول براد الشاي بالمرمرية يدعوا الشاب الاسمر السمراء لتناول كوب من الشاي المطعم بالمرمرية ويقول " جربيه ده مفيد للمعدة والصحة وهنا كل الناس بتاخد بالها من صحتها "

وعلشان كدة مصر يا ولاد حلوة الحلوات
مع ظهور اول ضوء للشمس تجد الزوار في استقبالها مؤدين تمارين اليوجا فرادى وجماعات يتحدثون جميع اللغات الانجليزية والفرنسية واليونانية والعبرية والعربية وغيرها تخبر الرفيقة السمراء عن اصولهم قائلة " انه من اب سوري وام مصرية ، انها من ام فرنسية واب مصري ، انها مصرية يهودية ......" تتجاذب السمراء معهم اطراف حديث فيؤكدون انهم مصريون
وعلشان كدة مصر يا ولاد حلوة الحلوات
في المساء ياتي البدو ويجلسون مع الزوار ويعلوا المكان رائحة زهرة الخشخاش وهي تحترق بين شفاه الشباب ، تمثل السمراء ورفيقتها مشاهد من فيلم العار مستخدمين الكشاف كاشارات ضوئية للتهريب
ورغم كدة مصر يا ولاد حلوة الحلوات
تسير السمراء مع رفيقتها في الصباح الباكر الى الكواخ المتناثرة فوق الجبل يستقبلها صاحب المكان المتزوج من اسرائيلة وقد انجب منها طفلان وتعيش معه في احد الاكواخ ، وفود يحملون حقاب ويرتدون قلادات بها النجمة الاسرائيلية وفي الجانب الآخر قرية تملكها سيدة اسرائيلية يبدوا انهم لم يستطيعوا الرحيل وترك سيناء حتي بعد ان اصبحت مصرية ودة
علشان مصر يا ولاد حلوة الحلوات
يأخذ الشاب الليبي السمراء ورفيقتها لتلتقي بمجموعة الاصدقاء على بعد سبعة كيلومترات في اتجاه طاا يقضون وقتا في التسامر والسباحة والطعام ويذهبون في المساء لتناول العشاء في محل الاسماك بنويبع ، يتناولون اطباقهم بشهية يلفهم هدوء المكان وحفاوة المضيف
وعلشان كدة مصر يا ولاد حلوة الحلوات

في مصر مكان في جنوب سيناء بين طابا ونويبع أسمة راس شيطان

وعلشان كدة مصر يا ولاد حلوة الحلوات
تحمل السمراء ورفيقتها حقائبهم فيقبلهم الشاب الأسمر ويتمني لهم سفرا مريحا ويقدم لهم زجاجات المياه المثلجة لتعينهم على مشقة الطريق ، تتعلق عينا السمراء بالبحر والجبال والصخور والناس وتخبئهم في اعماقها الى ان تراهم في مرة أخري رؤية عين وتردد في نفسها
اللي بني بني مصر كان في الاصل حلواني
وعلشان كدة مصر يا ولاد حلوة الحلوات

5 comments:

عين فى الجنة said...

رحلة جميلة خصوصا فى هذا الوقت من السنة

مؤنس فرحان said...

رحلة جميلة سا سمراء ووصفك كالعادة بديع

شئ وحيد ماعجبنيش ... ذكر اسرائيل فى اى شئ بيعكر صفوه
كأنه طبق عسل وقعت فيه ذبابة

أنا آسف .. بس مابقدرش أستحمل سيرتهم خالص

سبحان الله احنا عندنا طبيعة روعة .. ومع ذلك ناس كتير مايعرفوش عنها حاجة ولما يحبو يصيفو او يغيرو ويزورو أماكن جديدة يسافرو برة مصر

هبة النيـــــل said...

وصفك عيشني جمال الرحلة يا سمراء

بتكتبي دايما بإحساس مميز جداا

ana ga3an said...

وهاتفضل طول عمرها حلوة
مهما عملو فيها

حسن ارابيسك said...

سمراء
صحيح مصر ياولاد حلوة الحلوات
والحقيقة التدوينة حلوة جدا وبسيطة وسلسة شئ طبيعي تكون التدوينة بتلك الحلاوة طالما تكتبين عن حلوة الحلوات
أتمنى المرة القادمة تكملي رحلاتك إلى سيوة لتشاهدي بنفسك جمال أخر ومن نوع خاص
تحياتي
حسن أرابيسك