Sunday, June 29, 2008

في انتظار مكالمة

وطات قدمي السمراء أرض مطار بيروت في ديسمبر 2004
يستقبلها إعلان لأحد أفلام عادل أمام
استقلت السيارة إلى بيت الطالبات بجونية

تبعت المسؤول إلى غرفتها
غرفة بسيطة ولكنها نظيفة
بدلت ملابسها في شوق لرؤية المدينة
شوارع نظيفة وواجهات المحلات مزينة بزينة عيد الميلاد
مطاعم تقدم وجبات من مطابخ مختلفة (صيني – لبناني – هندي )
في صباح اليوم التالي وقفت في النافذة تنتظر المسؤولة عن زيارتها للبنان
تحركا سويا إلى مكان العمل
تعرفت على اسلوب العمل مع ذوي الإعاقة في الهيئة المستقبلة لها
في المساء ذهبت السمراء لتستقل التلفريك إلى سيدة لبنان ( حريصة )
تهاب السمراء الأماكن العالية لكن التلفريك يتحرك ببطئ
أطمئنت السمراء ونظرت بجوارها لتري عبارة مكتوبه
إذا انقطعت الكهرباء تحلوا بالصبر
وقفت السمراء تنظر إلى سيدة لبنان بأنبهار
صعدت السلم حتي احتضنتها العذراء
نظرت من فوق إلى المراعي الخضراء التي تكسو الجبل
تخلل رئتيها هواء لم يشمه أحد من قبل
زفرته بكل ما داخلها من احباط وتلوث
عادت مسرعة إلى غرفتها في انتظار مكالمة حبيبها
دعتها المسؤولة بعد انتهاء العمل في اليوم التالى لتذهب معها إلى احد الجبال حيث ستؤدي عملها الخاص
اخبرت السمراء انه في نهاية الجبل احدي القلاع
سارت السمراء طريق طويل
قابلت قصر أمير عربي
ومرت بكنيسة صغيرة جميلة
لم يكن احد يمشي في الطريق
سمعت وقع اقدام فجأة ألتفتت لتقابل المصري الذي هو من محافظة المنصورة
طلبت منه ان يأخذ لها صورة
وصلت إلى القلعة قابلت جنود من الجيش اللبناني الذي يفتش على الألغام
جلست معهم لتناول كوب من الشاي
ثم عادت إلى المسؤولة لتعيدها إلى جونية
دخلت الكنيسة الأثرية وقابلت العجوز فطلبت منه التقاط صورة لها
تعرف على مصريتها من لهجتها
سألها بأندهاش ( مصرية مؤمنة )
اجابت نعم
عرض عليها الزواج مقابل 1000000 دولار
رفضت واخبرته ان لها حبيب بمصر
عادت مسرعة إلى غرفتها في انتظار مكالمة حبيبها
في اليوم التالى ذهبوا إلى جيبيل المنطقة الأثرية التي تحتوي على سوق اشبه بخان الخليلي في مصر

الجدران مزينة بصور الفنانون اللبنانيون
متحف للحفريات ومحال لبيع الحفريات السمكية التي مضي عليها 1000000 سنة منذ الفيضان
لاحظت التمثال الصغير الذي هو أشبه بالتماثيل الفرعونية
قالت انه تمثال مصري
اجاب أحدهم ( هم كدة المصريين يحبوا ينسبوا كل حاجة لنفسهم)
عادت مسرعة إلى غرفتها في انتظار مكالمة حبيبها
تعجبت المسؤولة لوجود السمراء في لبنان دون ان تتناول المناقيش بالزعتر ( الأكلة الشعبية اللبنانية )
ذهبت في اليوم التالى إلى المتحف الوطني اللبناني
في الواجهه وضعوا تمثال يمثل نصف حجم تمثال رمسيس ووضعوا تحته لافته مكتوب عليها التمثال العملاق
يتدلى بجواره لافتتان تشرح العلاقة التجارية بين مصر الفرعونية ولبنان الفينيقية وتأثر الفينيقين بالحضارة المصرية القديمة
عرض مميز للآثار التي لا يمكنها أن تضاهي الآثار المصرية
امام الآثار شعرت السمراء بأنها فخورة بمصريتها
وفي المساء تحركت إلى منطقة الصيادين
دخلت إلى الأسواق لشراء مأكولات وهديا ومكسرات يقابلها العاملون المصريون وهم أيضا من المنصورة
يسألها كل لبناني اانت مصرية ؟ هل تسكنين شارم الشيخ ؟
يمسك بيدها احد اللبنانيون العاملون بالسوق لينظر إلى الوشم المرسوم بعلامة الصليب
ينادي على زملاءه ( مصرية قبطية )
تعود مسرعة إلى غرفتها في انتظار مكالمة حبيبها
اخيرا استطاعت السمراء الاتصال بصديقتها التي قابلتها في احدى الرياضات الروحية بمصر
`ذهبا سويا إلى كنيسة القديس شاربل
ثم دعتها إلى أحد المطاعم اللبنانية لتناول المناقيش بالزعتر
عادت مسرعة إلى غرفتها في انتظار مكالمة حبيبها
يلي مكالمة الحبيب مكالمة فادي مسؤول البيت المعتادة التي يدعوها فيها لحضور القداس
انفجارات ببيروت لاغتيال الصحفي جبران تويني
أضراب ومظاهرات
فرصة السمراء للقيام برحلات سياحية
مغارة جعيتة
طريق طويل في حضن الجبل مع شاربل المرشد السياحي
ثم يصتحبها في مركب أيضا في حضن الجبل
يحيط بها تشكيلات من الملح الكلسي التي تؤكد عطمة الله في الخلق
تخرج من المغارة لتتوجه إلى متحف المشاهير وهو مشروع سياحي مملوك لستة من الشباب اللبنانيون
صوت السيدة أم كلثوم يغلف المتحف

تعود مسرعة إلى غرفتها في انتظار مكالمة حبيبها
تتمني لو كان معها في كل خطوة
تقابل السمراء صديقتها ليذهبا إلى قصر موسي الذي يسجل تاريخ لبنان ويجلس موسي صاحبة على بابه
وقد لخص قصة نجاحة على الجدار
يدعوها قارئ الفنجان بالأقصرية ( من الأقصر ) ليقرأ لها الطالع
يعود احساس الفخر بمصريتها يملؤها
تدخل بيت الدين فتتذكر مشاهد فيلم المصير ليوسف شاهين
في المساء تنتقل إلى بيروت
تشاهد مقاهي وسط البلد والبيوت التي اعيد بنائها بعد الحرب وكأن شيئاً لم يكن
تمر على أقدام ذهبية وضعت في الأرض لتسجل اغتيال الحريري
ثم عشاء في مطعم صيني
بجوار معرض الكتاب اللبناني التي اشترت منه روايات و كتب عالمية بنصف ثمنها المطروحة به في مصر
مكتبة مدبولي تعرض الكتب في المعرض
عادت مسرعة إلى غرفتها في انتظار مكالمة حبيبها
تصل إلى ميدان يسوع الملك حيث يجاوره نهر الكلب
تصعد الجبل الذي لا يعرفة حتي اللبنانيون لتري مقصورات تاريخية لملوك عدة
تتمني رؤية الثلج يهبط ورؤية قوس قزح

يهبط الثلج الهش عليها وهي في طريقها إلى صخرة الروشة
يدعوها المستقبلون لها في لبنان لتناول العرقي البلدي ( المشروب الوطني اللبناني )
تعود إلى غرفتها في انتظار مكالمة حبيبها
في اليوم التالى افطار بحلوي الجبن والكنافة التي تختلف كثيرا عن الكنافة المصرية التي يسمونها هناك بورمة
تذهب إلى غرفتها لجمع اغراضها فستعود لمصر لمقابلة الحبيب

13 comments:

Alkomi said...

بون فوياج يا سمراء و يا رب تكوني استمتعتي

بيروت بلد جميلة كنت على وشك زيارتها لكن ماحصلشي نصيب

مارحتيش الجعيتة ليه؟

إنسان || Human said...

ياااااااااااه ...ياسمراء
بيروت ...ست الكل
زي مابيقولوا ...وصفك والتفاصيل اللي انت ذكرتيها بجد ..خلتني تواق إلى المناقيش بالزعتر وبيت الدين وساحة الشهداء وجبال لبنان وجنوب لبنان
......
شي بيعقد زي مابيحكوا في اللبناني

mina said...

بيرووووووووت البلد الوحيدة اللى طول عمرى ازورها ...... نفسى اروحها اوىىىىىى

ذو النون المصري said...

رحله جيده علي اثار اقدام و خطوات السمراء
تحياتي

حاول تفتكرنى said...

نقلتي بيروت لأعيننا
بأسلوب لا نستطيع وصفه

أشعر بأنه (لمض ) يأبي أن نصنفه فتداخل وصف الرحلة ، بالروتين اليومي المحبب ، بردود افعال المحيطين يجعلنا ننتقل بين ملايين القضايا التي يجب أن نقف عندها

فالعبارات المتكررة
متككرة لكنها تحمل مع كل تكرار وظيفة جديدة

فتستولي علينا كلية تلك القضايا الفرعية ، التي تطرقت إليها ضمن القضية الرئيسية (الرحلة) فيولد بوست ذو قيمة عالية له بداية ، ونهاية ونهاية وبينهم فكر خاص لا حدود له

ما جذبني هنا كلمة (مطار بيروت )فقد تأكدت أن سيارتك أخيرا أخذت أجازة (: من افكار السمراء المرهقة

تحياتي

Anonymous said...

وكأننا فى رحلة معك خطوة بخطوة

احببنا لبنان من خلالك .. وتمنينا زيارتها ان شاءالله عن قريب

يعجبنى ان مصريتك تلقائية تحتويك .. مع حبك لكل الدنيا وكل الناس

اما الحبيب .. فادعو الله ان يهنئكما دائما ويكتب لكما الخير والسعادة

The Son of Man said...

تعود مسرعة إلى غرفتها في انتظار مكالمة حبيبها ...عجبتنى اوى الجملة المتكررة فى نهاية كل يوم .. وداع النهار بالحب ..اللةةةة جميل اوى ان الواحد بعد م ينتهى يومة ..يستريح فى الحب ...تحياتى

نبض اسكندرية said...

عيشتنى معاكى الرحلة

انا كنت متخيلة نفسك جمبى

وفعلا افتخرت بمصريتى كثيرا

وحتى وان كنت اعانى

خالص تحياتى

blackcairorose said...

شعورنا بالفخر بمصريتنا

أراه

فقط حين نكون بالخارج

وتقريبا فقط حين يكون هناك علاقة بالفراعنة

Misrdream said...

الرحلة الى لبنان شكلها قديمه
ايه السر فى انك نشرتي تفاصيلها دلوقتي
هل هي ذكريات جميله؟
انا اعشق كل ما هوه لبناني من اول التبوله لحد فيروز
طبعا مرورا بهيفاء ونانسي واليسا
;)
تحياتي

Mohamed Dawod said...

يااااه على الوصف الراقى الرقيق اللى بيخللى الواحد عايش الجو. بس ليا ملحوظتين واضح ان الرحله كانت من حوالى اربع سنين وماشء الله عليكى كتباها بكل تفاصيلها....أنتى بتسجلى رحلاتك ولا ده من الذاكره؟ وبعدين لاحظت جدا مدى التعلق بحبيبك لدرجة انك خلتيه الفاصل بين كل فقره والتانيه بأسلوب يحسس أنه هو معاكى فى كل خطواتك طريقه جديده وجميله.....من الاخر وباللبنانى ......تحياتى الك

واد غلبان said...

تحية
انت محظوظة حقا
حبيب ولبنان وايضا مناقيش
يا للحظ

أمل فتحى عزت said...

حملة لرد الاعتبار
........................
حيوا معى العين الساهرة للحفاظ على المقدسات وعودة الحق لأصحابه عندما أعاد الدكتور/أسامة السعداوى صياغة التاريخ المصرى القديم لقد نصر العالم الجليل تراث الاجداد وقدمه للآحفاد لينهلوا العلم من أوسع أبوابه تعالوا يا أبناء مصر

نطرق باب النابغةالدكتور /أسامة السعداوى لنعرف منه الحقيقة
قودوا معى حملة الشرف والكرامة فى رفع الظلم عن أجدادكم وانتم أصحاب كلمة فلتكن فى موضعها فلا استقامة للمستقبل الا بتصحيح مسار تاريخنا واحياء علومنا وحضارتنا
ادخلوا الموقع الخاص بالعالم من على صفحة مدونتى الرئيسية
ولكم منى جزيل الشكر