التخلص من الخوف

يوم حار جداً
تقود السمراء سيارتها في وقت الظهير لمدة تزيد عن ثلاث ساعات
زحام في الطريق
مشاحنات بين السائقين
تمنت السمراء أن تستلقي على ظهرها فوق مياه حمام السباحة
كانت السمراء ترهب المياه
تشعر بأن المياه هي المتحكمة في الأمر وليست هي
كانت تذهب مع الصدقاء إلى القري السياحية
ترتدي رداء البحر
تمسك بحافة حمام السباحة طوال الوقت
ثم تخرج منه لتجلس مع البقية على الكراسي المنزلقة
وفي احد الأيام قررت السمراء أن تكسر حاجز الخوف
اشتركت في حمام السباحة التعليمي
قابلت مدرب السباحة الأكبر
ملامحه تكسوها الطيبة والأبوة
بدات السمراء التدريبات في الحارة الأقل انخفاضاً في الحمام
في الحارة المجاورة يمارسون الأطفال تمريناتهم

في المقابل تجلس أمهاتهم يراقبون تقدمهم
ينظر الأطفال في اتجاه الأمهات

ليستمدوا طاقة الأستمرار

من نظرات الفرحة في عيون الأمهات

أو من أشارة من احد الأمهات ليستمروا
تنظر السمراء إلى نهاية الحمام حيث الحارة الأكثر عمقاً للمياه لتجد

الفتاة ذات القسمات القوية المتحدية تبذل دائما جهداً مضاعفاً

لتسجيل سرعة أعلى أو لتسجيل عدد أكبر للذهاب و العودة دون توقف
عرفت السمراء أن تلك الفتاة هي من أبطال السباحة

وهي الآن تعد نفسها للمشاركة في بطولة عالمية
في الحارات الوسطي

حارة طلبة كلية التربية الرياضية

وحارة طالبات نفس الكلية

يؤدون تمريناتهم استعداداً لدخول الأمتحان النهائي
تبذل السمراء جهداً للتخلص من مخاوفها
يمر المدربون الشباب ينظرون ولا يعلقون احتراماً لمدربهم الأكبر
أخيراً تجرأ احدهم ليقول لها
حرام عليك الراجل اللي بيدربك دة فضله علينا هتخليه يعتزل
ابتسمت السمراء
نظرت نحو مدربها الذي كان يلقي بأحد الأطفال من متلازمة دون بالحمام
حرك الطفل يديه ورجلية بعنف
كانت المرة الاولى له في التدريب
صاح المدرب : تعال إلى ، اشار اليه كيف عليه أن يحرك يديه ورجليه
وفعلا عاد الطفل إلى المدرب ليلقي به مرة أخري
وبعد عدة مرات استقل الطفل الذي يناهز من العمر خمس سنوات في القفز
وتقدم نحو السمراء ليسألها : أنت خايفة
اجابت : نعم
أمسك يديها ليريها كيف تحركهم ثم وضع يديه تحتها لساعدها على الطفو
طفت السمراء على سطح المياه
بعد فترة شعرت السمراء بأنها بحاجة لالتقاط أنفاسها
وقفت لتشاهد رجلاً ملتحي يرتدي ملابس الشيوخ
لم تستطع أن تخفي نظرتها بالتعجب لتواجده بهذا المكان
يرتدي هذا الرجل ملابس السباحة
ينزل إلى الحمام متقدماً نحوها
يبدو أنك مازلت خائفة ، اغمضي عينيك ، تخيلي نفسك فراشة وافقه على سطح المياه ، أن المياه رقيقة ستحملك وتكون أمينه عليك
وقفت السمراء تراقبه ، خيل لها أنه فراشة تطفوا على سطح المياه
يمر بجوارها شاب آخر قد انهي تمريناته ويستعد للخروج من الحمام
تفاجئ السمراء بالجهاز الطبي المثبت في رجله اليمني
يلاحظ مدربها فيخبرها أنه بطل السباحة في الأولمبياد الخاص
يستأذنها المدرب في أن تساعده في شئ
وافقت السمراء قبل أن يخبرها بما هو الشئ
تقفز الفتاه بملابسها ( البنطال الجينز والتي شرت والإيشارب فوق رأسها )
تحمل السمراء فوق ظهرها إلى المنطقة العميقة بالحمام
ثم تعود للمدرب الذي أخبر السمراء

أن ذلك هو أمتحانها للحصول على رخصة الإنقاذ

تستطيع السمراء اليوم أن تستمتع بالتواجد في حمام السباحة

بعد أن تخلصت من مخاوفها